القائمة الرئيسية

الصفحات

هل لاحظت أن الأزواج يصبحون بشبهون بعض مع الوقت؟

هل لاحظت أن الأزواج يصبحون بشبهون بعض مع الوقت؟

صراحة أنا أكتب هذا المقال بسبب كثرة الأسئلة التي تستفسر عن أصولي العرقية. العديد من أصدقائي على الفيس بوك ظنوا أني أعود لأصول شرق أسياوية بسبب مظهري الياباني بعض الشيئ…. نعم زوجتي يابانية و لهذا أصبحت يابانياً بعض الشيئ وأنا سوري
فأصبحت هي سورية بعض الشيئ…

إذا بحثنا في محرك البحث عن هذه الظاهرة سنجد أنه يوجد العديد من الفرضيات على الأنترنت التي تتحدث عن مسببات التشابه بين الزوجين و منها أن العلاقة الجيدة تؤدي إلى تطابق حركات عضلات الوجه بين الزوجين مما يؤثر مع الوقت في تشكّل الوجه أو أن الأشخاص عادة يختارون الأشخاص الشبيهين لهم أصلاً (تقارب جيني) فلذلك يبدو لنا و كأنهم متشابهين في الشكل..

لدي فرضية مختلفة تماماً عن ما سبق

الجواب سيكون غريب بعض الشيئ للكثير منكم…
أولاً: ما هي الخواص المؤثرة في شكل الكائن؟
ثانياً: ماهي الألية التي تؤدي لهذا التشابه؟
الشكل الخارجي لجميع الكائنات الحية يعود للحمض النووي. لون العيون، لون الشعر، شكل عظام الفك، شكل الأنف، كلها خصائص جينية تنتقل عبر الأجيال و هذا ما يفسر تشابه أفراد العائلة الواحدة. إذاً من أهم العوامل المؤثرة بالشكل الخارجي هي الجينات الوراثية.

"لكن ما يخفى عن العديد من الناس أن تكوين الجسم هو ليس 100% خلايا تحمل المعلومات الجينية. تتكون كتلة الجسم من الناحية العددية 10 بكتريا لكل خلية واحدة من الجسم. هذا يعني أن الجسد من الناحية العددية يتكون من 90% بكتريا و 10% خلايا تحمل الحمض النووي."

هذه البكتريا تقوم بالعديد من الخصائص المفيدة للجسم و هي جزء أساسي و مهم ضمن التوازن العضوي في الجسم. عبر ملايين السنين من التطور تطورت هذه الباكتريا مع الجسم و نتج نوع من التوازن بين جهاز المناعة في الجسم و هذه البكتريا (لا من أذيكم و لا بتأذونا). هم يعيشون في الجسم ولذلك يؤدون وظائف هامة لبقاء الجسم بشكل صحي

الكثير من الأمراض التي تنشأ في أيامنا هذه هي نتيجة استخدامنا مواد كيميائية (مثل الصابون) و التي تؤدي إلى خلل بهذا التوازن العضوي بين البكتيريا و خلايا الجسم. مثلاً حين نقتل نوع (س) من البكاتريا هذا يعني انتشار نوع (ع) و الذي يعتبره الجسد غير محبذ بكميات كبيرة. لذلك يقوم جهاز المناعة بمهاجمة (ع) مما يؤدي في تأثر بنسبة وجود (د) و هكذا يتم الخلل في التوازن العضوي.

"ازدياد نسب حالات التحسس في أيامنا هذه هو بسبب التغيرات الطارئة على التوازن العضوي في الجسم بسبب كثرة المواد الكيميائية التي نستخدمها في حياتنا اليومية"

"لذلك لا تشتري الصابون القاتل للبكتريا لأنه يضر على المدى البعيد"

الأن لنعود لأسباب التشابه مع الوقت:
إذاً في الفقرة السابقة توصلنا لنتيجة أن الجسم هو ليس فقط خلايا تحمل حمضنا النووي و إنما ترليونات من البكتريا التي تعلمت أن تعيش بنظام و تجانس فيما بينها و بين بقية أعضاء الجسد.

من فترة كتبت مقال باسم “رحلة كائن طفيلي” عن دورة حياة كائن طفيلي يتنقل بين الأحياء (نملة، ماشية، حلزون) و في أحد مراحل رحلته يقوم بقرصنة دماغ النملة ليجعلها عرضة للأكل من قبل أكلي الأعشاب (الماشية). الكائن الطفيلي يستخدم البكتريا في عملية القرصنة الدماغية.

الغاية من هذا المثال هي أن للبكتريا تأثير مباشر على العمل الدماغي و هذا يعني أن لها تأثير مباشر على أعمال الجسم بشكل عام. بالمحصلة هذا يعني أن للبكتريا دور مهم في نمو و تشكل الشكل الخارجي للجسم.

لهذا نجد أن الأزواج الذين يعيشون مع بعضهم لفترة طويلة يتناقلون البكتريا بسبب العلاقة الجنسية و الحياة اليومية بشكل عام.
هم يعيشون ضمن نفس البيئة المحيطة. يأكلون نفس الطعام ينامون بنفس المكان يستخدمون نفس المواد الكيمائية لقتل البكتريا، يتأثرون بنفس العوامل المحيطة. يتناقلون نفس أنواع البكتريا فيما بينهم لدرجة أنهم يصبحون ضمن نظام عضوي متجانس من البكتريا فيما بينهم.

"إذاً مقولة أن الحب هو نتيجة هذا التشابه هي مقولة صحيحة لكن لأليات مختلفة"

يجدر الذكر أن كل ماذكرته في هذا المقال هي حقائق علمية إلا أنني قمت بالربط بين هذه الحقائق للوصول إلى النتيجة بشكل شخصي و قد أكون مخطئ إلا أن هذه هي فرضيتي للاجابة على هذا السؤال

"ملاحظة:
يوجد دراسات تفيد أن الحيوانات الأليفة مثل القطط و الكلاب تبدو أنها تشبه أصحابها أيضاً و أظن أن التابدل البكتيري يقدم اجابة شافيه لهذه الظاهرة"
----------------------------------------------------------------------------------
المراجع:
http://www.nytimes.com/…/say-hello-to-the-100-trillion-bact…
http://www.npr.org/…/gut-bacteria-might-guide-the-workings-…
http://www.scientificamerican.com/…/dna-microsatellites-ag…/
http://www.scientificamerican.com/…/fact-or-fiction-pets-p…/
http://www.ingentaconnect.com/…/…/00000022/00000002/art00007

تعليقات