ﺣﻛﻰ أﻧﮫ ﻛﺎن ھﻧﺎك اﻣرأة ﺗﺻﻧﻊ اﻟﺧﺑز ﻷﺳرﺗﮭﺎ ﻛل ﯾوم، وﻛﺎﻧت ﯾوﻣﯾﺎ ﺗﺻﻧﻊ رﻏﯾف ﺧﺑز إﺿﺎﻓﯾﺎ ﻷي ﻋﺎﺑر ﺳﺑﯾل ﺟﺎﺋﻊ،
وﺗﺿﻊ اﻟرﻏﯾف اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺷرﻓﺔ اﻟﻧﺎﻓذة ﻷي ﻣﺎر ﻟﯾﺄﺧذه.
وﻓﻲ ﻛل ﯾوم ﯾﻣر رﺟل ﻓﻘﯾر أﺣدب وﯾﺄﺧذ اﻟرﻏﯾف وﺑدﻻ ﻣن إظﮭﺎر اﻣﺗﻧﺎﻧﮫ ﻷھل اﻟﺑﯾت ﻛﺎن ﯾدﻣدم ﺑﺎﻟﻘول " اﻟﺷر اﻟذي
ﺗﻘدﻣﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻌك، واﻟﺧﯾر اﻟذي ﺗﻘدﻣﮫ ﯾﻌود إﻟﯾك!" ..ﻛل ﯾوم...... ﻛﺎن اﻷﺣدب ﯾﻣر ﻓﯾﮫ وﯾﺄﺧذ رﻏﯾف اﻟﺧﺑز وﯾدﻣدم ﺑﻧﻔس
اﻟﻛﻠﻣﺎت " اﻟﺷر اﻟذي ﺗﻘدﻣﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻌك، واﻟﺧﯾر اﻟذي ﺗﻘدﻣﮫ ﯾﻌود إﻟﯾك!"،
ﺑدأت اﻟﻣرأة ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺿﯾق ﻟﻌدم إظﮭﺎر اﻟرﺟل ﻟﻠﻌرﻓﺎن ﺑﺎﻟﺟﻣﯾل واﻟﻣﻌروف اﻟذي ﺗﺻﻧﻌﮫ، وأﺧذت ﺗﺣدث ﻧﻔﺳﮭﺎ
ﻓﻲ ﯾوم ﻣﺎ أﺿﻣرت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ أﻣرا وﻗررت " ﺳوف أﺗﺧﻠص ﻣن ھذا اﻷﺣدب!" ، ﻓﻘﺎﻣت ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌض اﻟﺳمّ إﻟﻰ رﻏﯾف
اﻟﺧﺑز اﻟذي ﺻﻧﻌﺗﮫ ﻟﮫ وﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ وﺷك وﺿﻌﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﻓذة ، ﻟﻛن ﺑدأت ﯾداھﺎ ﻓﻲ اﻻرﺗﺟﺎف " ﻣﺎ ھذا اﻟذي أﻓﻌﻠﮫ؟!"..
ﻗﺎﻟت ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓورا وھﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟرﻏﯾف ﻟﯾﺣﺗرق ﻓﻲ اﻟﻧﺎر، ﺛم ﻗﺎﻣت ﺑﺻﻧﻊ رﻏﯾف ﺧﺑز آﺧر ووﺿﻌﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﻓذة.
وﻛﻣﺎ ھﻲ اﻟﻌﺎدة ﺟﺎء اﻷﺣدب واﺧذ اﻟرﻏﯾف وھو ﯾدﻣدم " اﻟﺷر اﻟذي ﺗﻘدﻣﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻌك، واﻟﺧﯾر اﻟذي ﺗﻘدﻣﮫ ﯾﻌود إﻟﯾك!"
واﻧﺻرف إﻟﻰ ﺳﺑﯾﻠﮫ وھو ﻏﯾر ﻣدرك ﻟﻠﺻراع اﻟﻣﺳﺗﻌر ﻓﻲ ﻋﻘل اﻟﻣرأة.
ﻛل ﯾوم ﻛﺎﻧت اﻟﻣرأة ﺗﺻﻧﻊ ﻓﯾﮫ اﻟﺧﺑز ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑﺎﻟدﻋﺎء ﻟوﻟدھﺎ اﻟذي ﻏﺎب ﺑﻌﯾدا وطوﯾﻼ ﺑﺣﺛﺎ ﻋن ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮫ وﻟﺷﮭور ﻋدﯾدة ﻟم
ﺗﺻﻠﮭﺎ أي أﻧﺑﺎء ﻋﻧﮫ وﻛﺎﻧت داﺋﻣﺔ اﻟدﻋﺎء ﺑﻌودﺗﮫ ﻟﮭﺎ ﺳﺎﻟﻣﺎ،
ﻓﻲ ذﻟك اﻟﯾوم اﻟذي ﺗﺧﻠﺻت ﻓﯾﮫ ﻣن رﻏﯾف اﻟﺧﺑز اﻟﻣﺳﻣوم دق ﺑﺎب اﻟﺑﯾت ﻣﺳﺎء وﺣﯾﻧﻣﺎ ﻓﺗﺣﺗﮫ وﺟدت – ﻟدھﺷﺗﮭﺎ – اﺑﻧﮭﺎ
واﻗﻔﺎ ﺑﺎﻟﺑﺎب!! ﻛﺎن ﺷﺎﺣﺑﺎ ﻣﺗﻌﺑﺎ وﻣﻼﺑﺳﮫ ﺷﺑﮫ ﻣﻣزﻗﺔ، وﻛﺎن ﺟﺎﺋﻌﺎ وﻣرھﻘﺎ وﺑﻣﺟرد رؤﯾﺗﮫ ﻷﻣﮫ ﻗﺎل " إﻧﮭﺎ ﻟﻣﻌﺟزة وﺟودي
ھﻧﺎ، ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻓﺔ أﻣﯾﺎل ﻣن ھﻧﺎ ﻛﻧت ﻣﺟﮭدا وﻣﺗﻌﺑﺎ وأﺷﻌر ﺑﺎﻹﻋﯾﺎء ﻟدرﺟﺔ اﻻﻧﮭﯾﺎر ﻓﻲ اﻟطرﯾق وﻛدت أن أﻣوت ﻟوﻻ ﻣرور
رﺟل أﺣدب ﺑﻲ رﺟوﺗﮫ أن ﯾﻌطﯾﻧﻲ أي طﻌﺎم ﻣﻌﮫ، وﻛﺎن اﻟرﺟل طﯾﺑﺎ ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي أﻋطﺎﻧﻲ ﻓﯾﮫ رﻏﯾف ﺧﺑز ﻛﺎﻣل ﻷﻛﻠﮫ!!
وأﺛﻧﺎء إﻋطﺎءه ﻟﻲ ﻗﺎل أن ھذا ھو طﻌﺎﻣﮫ ﻛل ﯾوم واﻟﯾوم ﺳﯾﻌطﯾﮫ ﻟﻲ ﻷن ﺣﺎﺟﺗﻲ اﻛﺑر ﻛﺛﯾرا ﻣن ﺣﺎﺟﺗﮫ"
ﺑﻣﺟرد أن ﺳﻣﻌت اﻷم ھذا اﻟﻛﻼم ﺷﺣﺑت وظﮭر اﻟرﻋب ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ واﺗﻛﺄت ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎب وﺗذﻛرت اﻟرﻏﯾف اﻟﻣﺳﻣوم اﻟذي
ﺻﻧﻌﺗﮫ اﻟﯾوم ﺻﺑﺎﺣﺎ!!ﻟو ﻟم ﺗﻘم ﺑﺎﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﺎر ﻟﻛﺎن وﻟدھﺎ ھو اﻟذي أﻛﻠﮫ وﻟﻛﺎن ﻗد ﻓﻘد ﺣﯾﺎﺗﮫ!
ﻟﺣظﺗﮭﺎ أدرﻛت ﻣﻌﻧﻰ ﻛﻼم اﻷﺣدب " اﻟﺷر اﻟذي ﺗﻘدﻣﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻌك، واﻟﺧﯾر اﻟذي ﺗﻘدﻣﮫ ﯾﻌود إﻟﯾك!"..
اﻟﻣﻐزى ﻣن اﻟﻘﺻﺔ: اﻓﻌل اﻟﺧﯾر وﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋن ﻓﻌﻠﮫ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﺗم ﺗﻘدﯾره وﻗﺗﮭﺎ، ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﯾوم ﻣن اﻷﯾﺎم وﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﯾﻛن
ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم وﻟﻛﻧﮫ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻷﺧر ﺳوف ﯾﺗم ﻣﺟﺎزاﺗك ﻋن أﻓﻌﺎﻟك اﻟﺟﯾدة اﻟﺗﻲ ﻗﻣت ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم