القائمة الرئيسية

الصفحات

الشمس تتصرف بشكل غير مفهوم...والعلماء في حيرة !

إنها الشمس التي شغلت العالم خلال السنوات الماضية ، فمن عدة سنوات، والعالم ينتظر حدوث "الدورة الشمسية العظمى" Solar Max التي توقع العلماء حدوثها في نهاية العام الماضي 2012 وبداية العام الجاري 2013، وتسابق منتجو افلام الخيال العلمي في هوليوود وشتى انحاء العالم في صناعة الافلام التي تظهر خطر الدورة الشمسية العظمى على الكرة الارضية وتأثيرها على الاتصالات والمناخ والزلازل وغيرها.
 وليس ذلك فقط، فقد ذهب البعض بخيالهم الى ابعد من ذلك، فقد ربطوا بين الدورة الشمسية العظمى وبين نهاية العالم التي فهم البعض ان نهاية تقويم شعوب المايا الذي يتوافق مع بداية عام 2013 وصدقت بعض الشعوب في العالم هذه الخزعبلات وانتظروا نهاية العالم، ولجأت بعض الشعوب الى مناطق معينة تحميهم من يوم الساعة المنتظر!.
 ومرت الايام والاسابيع والشهور منذ بداية العام 2013، ونحن الان على مشارف نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف ولم تظهر الدورة الشمسية العظمى، بل ان علماء الفيزياء الشمسية اكدوا ان عدد البقع الشمسية التي ظهرت على سطح الشمس منذ بداية العام 2013 الجاري لا زال اقل من معدله العام عن سنة 2011 قبل الماضية، كما ان الانفجارات الشمسية القوية كانت نادرة لعدة شهور! وهذه النتائج لم تكن ضمن توقعات علماء الفلك على الاطلاق.
 لكن الفيزيائي الشمسي "دين بيسنيل" Dean Pesnell من "معهد جودارد لأبحاث الفضاء" Goddard Space Flight Center لديه تفسير مختلف لهذه الظاهرة، حيث يقول ان الشمس تمر فعلا في فترة الذروة الشمسية، ويفسر ذلك بقوله ان الدورة الشمسية التي تحدث كل 11 سنة يتأرجح موعدها ذهابا وايابا مثل حركة "البندول" pendulum، فالفلكيون يحسبون المدة بين "الدورة الشمسية العظمى" Solar Max و "الدورة الشمسية الصغرى" Solar Min بحوالي 11 سنة، والواقع انها ليست كذلك اذ يمكن ان تأتي خلال مدة تتراوح ما بين 10 الى 13 سنة، كما ان مستوى قوة الدورة الشمسية يتفاوت من فترة لأخرى، فمرة تكون قوية جدا ومرة اخرى تكون ضعيفة، لكنها تأتي بحسب موعدها لا محالة.
 ويشير "بيسنيل" ايضا ان هنالك تعقيد آخر في الدورة الشمسية، ففي الدورتين الشمسيتين اللتان حدثتا في سنتي 1989 و 2001 شهدت قمتين عظميين في نفس الدورة، حيث ارتفع النشاط الشمسي ثم انخفض ثم ارتفع من جديد في نفس الدورة التي استمرت لمدة سنتين، ونفس الشيء يتوقع ان يحدث في الدورة الشمسية العظمى الحالية، حيث زادت البقع الشمسية في سنة 2011 ثم انخفضت سنة 2012، لذلك يتوقع انها ستاتي خلال العام الحالي او انها قد تتأخر حتى قدوم العام 2014 ان شاء الله.
 عندما التقى علماء الفيزياء الشمسية في سنتي 2006 و 2008 على التوالي، كانت الشمس تمر بفترة هدوء غريبة لم تحدث منذ مئة عام تقريبا بحسب السجلات الشمسية، حيث وصل عدد البقع الشمسية آنذاك الى الصفر، كما ان نسبة اشعة اكس القادمة من الشمس كانت في حدودها الدنيا، وهذه الحالة جعلت العلماء يصدرون بيانا اشاروا فيه انهم يتوقعون بناء على ذلك ان تكون الدورة الشمسية العظمى المتوقعة في سنة 2013 هادئة ايضا، لان فترة الهدوء الشمسي علامة على ان الدورة الشمسية العظمى القادمة ستكون اقل قوة من المعتاد.
 فالدورة الشمسية الحالية هي الأصغر منذ الدورة الشمسية 14 والتي كان الحد الأقصى لها في شهر فبراير من العام 1906 وينتظر علماء الفيزياء الشمسية الدورة الشمسية العظمى في أي وقت، وقد تكون في نهاية العام 2013 وقد تتأخر حتى العام 2015 ميلادية وقد لا تحدث أبداً.
 على كل حال ، فالعواصف  المغناطيسية الشمسية تؤثر على الارض والمركبات الفضائية، لكنها لا تؤثر على سطح الارض والحياة عليها.
المصدر: طقس فلسطين

تعليقات