يحكم المجتمع الذي نعيش فيه على النّساء بالزّوال مجازياً بعد سنّ
الصبا. فحين تتجاوز المرأة الثلاثينات وتصل الى الأربعينات من عمرها، يكثر الحديث
عن سنّ اليأس الذي يؤثّر على نفسية المرأة ويجعلها تتفوّه بتفاهات أو أفكار غير
مسؤولة.
ولكن هذا الكلام، انّما هو تضخيم غير صحيح للواقع. فلا تصاب جميع النّساء
بهذه العوارض بعد سنّ الأربعين وإنقطاع دورتها الشهرية أمّا إذا تعرّضت بعضها لها
فهي طفيفة جداً ووجيزة.
من جهة اخرى، لا يقبل الرّجال في مجتمعاتنا
الارتباط بإمرأة كبيرة في السنّ، إذ يعتبر أنّها لن تنجب له الأطفال أو ستخسر
جمالها وسيزداد وزنها، وهذا سبب أساسي يدفع بالمرأة مكرهةً لإخفاء عمرها الحقيقي
والامتناع عن البوح به خوفاً من ان يرذلها الرّجل.
تقدم العمر من جهة أخرى يؤدّي الاعلام دوراً
يزيد من وقع المشكلة إذ جميع المذيعات في عالمنا العربي صغيرات في السنّ، ومن منهنّ
تكبر قليلاً نراها تجري عمليات تجميل في وجهها وفي أنحاء من جسدها لتعيد الى شكلها
رسم صغيرة السنّ! ولكنّ يبقى ان نسدي لك نصيحة، ألاّ تخشي التقدّم في السنّ،
ففرص الحياة لا تعرف سنّاً والمرأة تبقى نصف المجتمع مهما كان عمرها!