غادر المستشفى، بيوم يستطيع به أن ينسى كل شيئ، يستطيع أن ينسى أوجاعه، وينسى أنينه، بل حتى يستطيع ان ينسى تاريخ ميلاده، وحتى تاريخ دخوله المستشفى، ولكنه لا يستطيع أن ينسى أن يحمل قلبه المحفوظ في حقيبة على ظهره. في حالته: النسيان يعني الموت.
ماثيو غرين، البريطاني الاربعيني، خرج من المستشفى بقلب أصطناعي بالكامل، وقلبه الاصطناعي أكبر من ان يحمله صدره، وأكبر من أن تستوعبه أوردته، فوزنه أقل من ستة أوقيات، وهي مضخة محفوظة في حقيبة موصولة الى صدره، تعمل بنظام البطارية.
أول رجل في بريطانيا، يحصل على هذا النوع من الاجهزة، حيث لم يستطع الحصول على قلب بديل من المتبرعين، طوال مدة علاجه.
بعد صعوبة الحصول على قلب من متبرع، ومع تدهور حالته الصحية بشكل سريع، ولأن الحياة تستحق الكفاح من أجلها، قرر ألاطباء أن تجرى له هذه العملية، وألتي أُجريت في مستشفى بابوورث، في كامبريدجشاير، والتي بلغت كلفتها 160 الف دولار ، وما أرخص المادة امام الروح، والمعروف أن بعض أجزاء الجهاز قد تعمل لمدة 50 سنة، ولكن من المؤمل أن يستمر العمل فيه لمدة ثلاث سنوات حتى يتم العثور على قلب بديل من أحد المتبرعين، وهو الآن يعيش حياته بشعور رائع، فوق مستوى الوصف، لشخص كان على شفير فقدان الامل.
تم تشخيص حالته قبل العملية، بأنها الاخطر، وهي الاضطراب المُنضم لضربات القلب للبطين الايمن، وهو مرض يصيب عضلة القلب، والتي تسبب عدم أنتظام ضربات القلب، والتي قد تؤدي لفشل وظيفي، والموت المُفاجئ، وقد صرح ماثيو بأنه يشعر بأن كُتبت له الحياة من جديد، ويعتبر نفسه سعيد الحظ، مع العلم بانه لا يستطيع أن يمشي بشكل سوي، ولكنه لم يفقد الامل ويقول بأنه سيتحسن بعد فترة، ويضيف بأن دقات قلبه كانت ضعيفة جدا، وبالكاد كان يشعر بها، أما اليوم مع هذا الجهاز، فهو يشعر بكل شيئ من حوله، وأن جروح الصدر سوف تندمل، ويعود الى طبيعته، بأنتظار الحصول على البديل.
اُجريت العملية، بعد وصول حالته الى مرحلة حرجة، حيث لم يستطع السير لبضعة ياردات، من قبل فريق الجراحين ستيفن تسوي، والذي غادر لندن قبل فترة مع فريقه الى فرنسا للتدريب على أجراء مثل هذه العمليات، وقد أستمرت هذه العملية أكثر من ست ساعات، وتلقوا أثناء العملية المساعدة من الجراح لطيف أروسوغلو، وهو خبير في جراحات القلب الاصطناعي من المانيا.
ومع العلم بأن زرع القلب يعتبر أفضل صحيا للمريض، ولكن هذا الانجاز يُعتبر البديل المناسب طالما لم يتوفر ايٌ من المتبرعين، وتبلغ الكلفة السنوية للجهاز التي تم تطويره من خلال أنظمة سين كارديا، والتي مقرها في أريزونا، في الولايات المتحدة الاميركية. والجهاز يرصُد كل التغيرات حتى الصغيرة منها، والتي قد تكون ناجمة عن العطس، أو الضحك.
أن بلداننا العربية لها أنجازاتها في المجال الطبي، وهناك الكثير من العمليات التي تعتبر خطيرة ونادرة قد حصلت في مستشفياتنا، وعلى سبيل المثال، نفس هذا النوع من العمليات مثل زرع القلب، والتي تحصل في بلدين عربيين فقط، والتي نتمنى أن تعم المعرفة كل حقول العلم في كل المجالات في بلداننا.
مكتوب له الحياة، ولو بقلب على ظهره