مما لا شك فيه، أن المادة الوراثية للانسان تلعب دورا رئيسيا في ظهور الكثير من الامراض، ولكن هناك أيضا مؤاشرات كثيرة تُظهر بشكل واضح الارتباط المادي الملموس بين التطور الصناعي والاعتماد في هذه الصناعات على المواد الكيميائية في أغلبها، وبين ظهور الكثير من الامراض في عصرنا هذا.
وفقا لدراسة جديدة، في الولايات المتحدة الاميركية، والتي نُشرت في التقرير السنوي الذي يتحدث عن علاقة الغذاء بالامراض السرطانية، ومنها أمراض الثدي، والتي جاء فيها : أن تناول المرأة من لحظة الحمل ختى الفطام ما يُعادل 56 غراما من الجوز، يقلل بنسبة كبيرة خطر الاصابة بهذا المرض، وذلك تناوله نيئا، أو حتى ممزوجا مع الطعام.
وقد صرحت الباحثة ومُعدة الدراسة، إيلين هاردمان من جامعة مارشال في هانتينغتون، في ولاية فرجينيا، إنه خلال فترة الاختبارات، وأجراء الابحاث، وبعد تحليل المكونات الرئيسية للجوز، تم أعطاء وجبات من الجوز لمجموعتين من النساء، المجموعة الاولى كانت في مراحل متقدمة من المرض، والمجموعة الثانية في أولى مراحله، وتبين بعد فترة أن المجموعة الاولى كان عدد الاورام أقل وحجمها قد تقلص، والمجموعة الثانية لم يتطور المرض، بل على العكس كانت نتائج الفحوصات مطمئنة جداً.
ولقد أضافت الباحثة، بأنهم تمكنوا من الحد من خطر الإصابة بالسرطان حتى في وجود طفرة جينية موجودة من قبل، وتُشير أيضا بأن الدهون الصحية الموجودة في نبات الجوز، يمكنها أن تضاف الى النظام الغذائي السليم على أن تحل مكان الدهون المؤذية، ويكون لها الاثر الايجابي في المحافظة على التوازن في التركيبة الغذائية التي يحتاجها الجسم، وهذه أيضا متوفرة في الجوز.
وقد صرحت هاردمان بأن كل الدراسات قد أظهرت بشكل واضح، على أن المكونات المتعددة في الجوز تُقلل من خطر الاصابة بهذا النوع من السرطان أو بالحد الادنى يُبطئ من نموها.
وبأستخدام التحليل الوراثي، وجدت الدراسة أن النظام الغذائي الذي يحتوي على الجوز يُساهم بتغيير نشاط الجينات المتعددة التي لها صلة بسرطان الثدي عند ألبشر.
وقالت هاردمان أن نتائج تسليط الضوء على النظام الغذائي تلعب دورا حيويا في مجال الصحة العامة، وأن مجمل الاختبارات أظهرت أن الزيادة في الأحماض الدهنية اوميغا 3 لا تعتبر مضاد للسرطان أو تُخفف من أثاره بينما تبين أن نمو الورم يتزايد إذا ما نقُصت كميات فيتامين E، والتي توجد في الجوز بشكل واضح.
أن ما نأكله مهما كانت كمياته صغيرة يُحدث فرقا كبيرا في تركيبة أجسامنا، بل أكثر من ذلك فهو يُحدد سلوك وكيفية وظائف الجسم، وان كل الاشياء التي نقوم بها، والتي نُبذل فيها جهداً صغيرا او كبيراً، هو الصورة الظاهرة في حركتنا، والتي تُبين بشكل واضح عن صحة الوظائف في كافة أعضاء الجسم.
قد تم تمويل هذه الدراسة من المنح المتقدمة من المعهد الامريكي لبحوث السرطان بولاية كاليفورنيا.
ودائما وابداً نفس السؤال في البداية والخاتمة، ماذا ينقُص بلادنا العربية لأنشاء وتمويل مراكز الدراسات والابحاث الطبية؟. سؤالٌ برسم من يُجيب عنه.